6 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا جعفر بن سليمان (كذا) الجعفري، قال: حدثنا أبي، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: لما وقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على الخوارج ووعظهم وذكرهم وحذرهم القتال قال لهم: ما تنقمون مني؟ ألا إني أول من آمن بالله ورسوله فقالوا: أنت كذلك، ولكنك حكمت في دين الله أبا موسى الأشعري، فقال عليه السلام: والله ما حكمت مخلوقا، وإنما حكمت القرآن، ولولا أني غلبت علي أمري وخولفت في رأيي لما رضيت أن تضع الحرب أوزارها بيني وبين أهل حرب الله حتى أعلي كلمة الله وأنصر دين الله ولو كره الكافرون والجاهلون. قال مصنف هذا الكتاب: قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ووحي الله وقول الله وكتاب الله، ولم يجئ فيه أنه مخلوق، وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا، ويقال: كلام مخلوق أي مكذوب، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا﴾ أي كذبا، وقال تعالى حكاية عن منكري التوحيد: ﴿ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق﴾ أي افتعال وكذب، فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كفر، ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب، وقد أجمع أهل الإسلام على أن القرآن كلام الله عز وجل على الحقيقة دون المجاز، وأن من قال غير ذلك فقد قال منكرا من القول وزورا، ووجدنا القرآن مفصلا وموصلا وبعضه غير بعض وبعضه قبل بعض كالناسخ الذي يتأخر عن المنسوخ، فلو لم يكن ما هذه صفته حادثا بطلت الدلالة على حدوث المحدثات وتعذر إثبات محدثها بتناهيها وتفرقها واجتماعها. وشئ آخر وهو أن العقول قد شهدت والأمة قد اجتمعت على أن الله عز وجل صادق في إخباره، وقد علم أن الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن، وقد أخبر الله عز وجل عن فرعون وقوله: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ وعن نوح: أنه نادى ابنه وهو في معزل: ﴿يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين﴾. فإن كان هذا القول وهذا الخبر قديما فهو قبل فرعون وقبل قوله ما أخبر عنه، وهذا هو الكذب، وإن لم يوجد إلا بعد أن قال فرعون ذلك فهو حادث لأنه كان بعد أن لم يكن. وأمر آخر وهو أن الله عز وجل قال: ﴿ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك﴾ وقوله: ﴿ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها﴾ وما له مثل أو جاز أن يعدم بعد وجوده فحادث لا محالة.


6. `Ali ibn Ahmad ibn Muhammad ibn `Imran al-Daqqaq (r.a) said: Muhammad ibn Abu `Abd Allah al-Kufi said: Muhammad ibn Isma`il al-Barmaki said: Ja`far ibn Sulayman al-Ja`fari said: My father said, on the authority of `Abd Allah ibn al-Fadl al-Hashimi, on the authority of Sa`d al-Khaffaf that al-Asbagh ibn Nubatah that: When Amir al-Mu'mineen Ali ibn Abut Talib (a.s) was facing the Khawarij, admonishing them, reminding them, and cautioning them before the battle, he warned them, “Do you want to take revenge from me? Beware! Verily, I was the first to believe in Allah and His Messenger ﷺ.” They said: "You are as you claim, except you made Abu Musa al-Ash`ari the arbitrator [Hakam] in the religion of Allah.” Hence, he (a.s) responded: "By Allah, I did not make any created being an arbitrator. Verily, I made the Qur’an the arbitrator. Had I not, I would have been defeated in my affair and opposed for my view. When I agreed to the battle between me and the enemies of Allah, it was to raise the Word of Allah and help the Religion of Allah, even if the unbelievers and the ignorant abhorred it."[1]